الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله: {إلا من خطف الخطفة} يقول: إلا من استرق السمع من أصوات الملائكة {فأتبعه شهاب} يعني الكواكب.وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إذا رمي الشهاب لم يخطىء من رمى به وتلا {فأتبعه شهاب ثاقب}.وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فأتبعه شهاب ثاقب} قال: إن الجني يجيء، فيسترق، فإذا سرق السمع، فرمي بالشهاب، قال للذي يليه: كان كذا وكذا.وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن يزيد الرقاشي في قوله: {شهاب ثاقب} قال: يثقب الشيطان حتى يخرج من الجانب الآخر، فذكر ذلك لأبي مجلز رضي الله عنه فقال: ليس ذاك، ولكن ثقوبه ضوءه.وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله: {شهاب ثاقب} قال: ضوءه إذا نقض، فأصاب الشيطان.وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال: {الثاقب} المتوقد.وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة والحسن في قوله: {ثاقب} قالا: مضيء.وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال: {الثاقب} المحرق.{فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ (11)}.أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {أهم أشدّ خلقًا أم من خلقنا} قال: السموات، والأرض، والجبال.وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {أم من خلقنا} قال: أم من عددنا عليك من خلق السموات والأرض قال الله تعالى: {لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس} [غافر: 57].وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه أنه قرأ {أهم أشدّ خلقًا أم من عددنا}.وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله: {أم من خلقنا} قال: من الأموات والملائكة.وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {من طينٍ لازب} قال: ملتصق.وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما. أن نافع بن الأزرق سأله قال له: أخبرني عن قوله: {من طين لازب} قال: الملتزق قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت النابغة وهو يقول:
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {من طين لازب} قال: اللزب الجيد.وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ في العظمة عن عكرمة رضي الله عنه {من طين لازب} قال: لازج.وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {من طين لازب} قال: اللازب، والحمأ، والطين واحد. كان أوله ترابًا، ثم صار حمأ منتنًا، ثم صار طينًا لازبًا فخلق الله منه آدم.وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: {اللازب} الذي يلزق بعضه إلى بعض.وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال: اللازب الذي يلزق باليد.وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {طين لازب} قال: لازم منتن.وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقرأ {بل عجبت ويسخرون} بالرفع.وأخرج أبو عبيد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات من طريق الأعمش عن شقيق بن سلمة عن شريح رضي الله عنه أنه كان يقرأ هذه الآية {بل عجبت ويسخرون} بالنصب، ويقول إن الله لا يعجب من الشيء، إنما يعجب من لا يعلم قال الأعمش: فذكرت ذلك لإِبراهيم النخعي رضي الله عنه، فقال: إن شريحًا كان معجبًا برأيه، وعبد الله بن مسعود رضي الله عنه كان أعلم منه، كان يقرأها {بل عجبت}.وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قرأ {بل عجبت}.وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {بل عجبت ويسخرون} قال: عجبت من كتاب الله ووحيه {ويسخرون} بما جئت به.وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: {بل عجبت} قال النبي صلى الله عليه وسلم: «عجبت بالقرآن حين أنزل، ويسخر منه ضلال بني آدم».وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {بل عجبت} قال: عجب محمد صلى الله عليه وسلم من هذا القرآن حين أعطيه، وسخر منه أهل الضلالة {ويسخرون} يعني أهل مكة {وإذا ذكروا لا يذكرون} أي لا ينتفعون، ولا يبصرون {وإذا رأوا آية يستسخرون} أي يسخرون منه ويستهزؤون.وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {يستسخرون} قال: يستهزؤون. وفي قوله: {فإنما هي زجرة} قال: صيحة.وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله: {فإنما هي زجرة واحدة} قال: نفخة واحدة، وهي النفخة الآخرة.وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {هذا يوم الدين} قال: يدين الله فيه العباد بأعمالهم {هذا يوم الفصل} يعني يوم القيامة.{احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22)}.أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} قال: تقول الملائكة للزبانية {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم}.وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن أبي شيبة وابن منيع في مسنده وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث من طريق النعمان بن بشير عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قوله: {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} قال: أمثالهم الذين هم مثلهم، يجيء أصحاب الربا مع أصحاب الربا، وأصحاب الزنا مع أصحاب الزنا، وأصحاب الخمر مع أصحاب الخمر. أزواج في الجنة، وأزواج في النار.وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} قال: أشباههم. وفي لفظ نظراءهم.وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير وعكرمة رضي الله عنهما، مثله.وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم رضي الله عنه في قوله: {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} قال: أزواجهم في الأعمال وقرأ {وكنتم أزواجًا ثلاثة} [الواقعة: 7] الآية {فأصحاب الميمنة} [الواقعة: 8] زوج {وأصحاب المشئمة} [الواقعة: 9] زوج {والسابقون} [الواقعة: 10] زوج.وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} قال: أمثالهم. القتلة مع القتلة، والزناة مع الزناة، وأكلة الربا مع أكلة الربا.وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} قال: أشباههم من الكفار مع الكفار {وما كانوا يعبدون من دون الله} قال: الأصنام.وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فاهدوهم إلى صراط الجحيم} قال: سوقوهم.وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فاهدوهم} قال: دلوهم {إلى صراط الجحيم} قال: طريق النار.{وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (24)}.وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وقفوهم إنهم مسئولون} قال: احبسوهم إنهم محاسبون.وأخرج البخاري في تاريخه والترمذي والدارمي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من داع دعا إلى شيء إلا كان موقوفًا يوم القيامة لازمًا به لا يفارقه، وإن دعا رجل رجلًا. ثم قرأ {وقفوهم إنهم مسئولون}».وأخرج ابن المنذر عن عطية رضي الله عنه في قوله: {وقفوهم إنهم مسئولون} قال: يقفون يوم القيامة حتى يسألوا عن أعمالهم.وأخرج ابن أبي حاتم عن عثمان بن زائدة رضي الله عنه قال: كان يقال أن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة عن جلسائه.{مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (25)}.أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ما لكم لا تناصرون} قال: لا تمانعون منا {بل هم اليوم مستسلمون} مسخرون {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} أقبل بعضهم يلوم بعضًا قال: الضعفاء للذين استكبروا {إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين} تقهروننا بالقدرة عليكم {قالوا بل لم تكونوا مؤمنين} في علم الله {وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قومًا طاغين} مشركين في علم الله {فحق علينا قول ربنا} فوجب علينا قضاء ربنا لأنا كنا أذلاء، وكنتم أعزة {فإنهم يومئذٍ} قال: كلهم {في العذاب مشتركون}.وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {ما لكم لا تناصرون} قال: لا يدفع بعضكم بعضًا {بل هم اليوم مستسلمون} في عذاب الله {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} قال: الانس على الجن قالت الانس للجن {إنكم تأتوننا عن اليمين} قال: من قبل الخير أفتنهونا عنه. قالت الجن للانس {بل لم تكونوا مؤمنين فحق علينا قول ربنا} قال: هذا قول الجن {فأغويناكم إنا كنا غاوين} هذا قول الشياطين لضلال بني آدم {ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون} يعنون محمدًا صلى الله عليه وسلم {بل جاء بالحق وصدق المرسلين} أي صدق من كان قبله من المرسلين {إنكم لذائقوا العذاب الأليم وما تجزون إلا ما كنتم تعملون إلا عباد الله المخلصين} قال: هذه ثنية الله {أولئك لهم رزق معلوم} قال: الجنة.وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} قال: ذلك إذا بعثوا في النفخة الثانية.وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {كنتم تأتوننا عن اليمين} قال: كانوا يأتونهم عند كل خير ليصدوهم عنه.وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {تأتوننا عن اليمين} قال: عن الحق الكفار تقوله للشياطين.وأخرج ابن المنذر وابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {لم تكونوا مؤمنين} قال: لو كنتم مؤمنين منعتم منا.وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله: {فأغويناكم} قال: الشياطين تقول {أغويناكم} في الدنيا {إنا كنا غاوين} {فإنهم يومئذ} ومن أغووا في الدنيا {في العذاب مشتركون}.وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون} قال: كانوا إذا لم يشرك بالله يستنكفون {ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون} لا يعقل قال: فحكى الله صدقه فقال: {بل جاء بالحق وصدق المرسلين}.وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم مني ماله، ونفسه، إلا بحقه، وحسابه على الله. وأنزل الله في كتابه، وذكر قومًا استكبروا فقال: {إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون} وقال: {إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها} [الفتح: 26] وهي لا إله إلا الله محمد رسول الله. استكبر عنها المشركون يوم الحديبية. يوم كاتبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على قضية الهدنة».وأخرج البخاري في تاريخه عن وهب بن منبه رضي الله عنه أنه قيل له: أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة؟ قال: بلى. ولكن ليس من مفتاح إلا وله أسنان، فمن جاء بأسنانه فتح له، ومن لا، لم يفتح له.وأخرج سعيد بن منصور عن مجاهد رضي الله عنه أنه كان يقرأ {إلا عباد الله المخلصين}.وأخرج ابن جرير عن السدي رضي الله عنه في قوله: {أولئك لهم رزق معلوم} قال: في الجنة.{يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (45) بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (46)}.أخرج ابن أبي شيبة وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه قال: كل كأس ذكره الله في القرآن إنما عني به الخمر.وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {بكأس من معين} قال: كأس من خمر لم تعصر والمعين هي الجارية {لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون} قال: لا تذهب عقولهم، ولا تصدع رؤوسهم، ولا توجع بطونهم.وأخرج ابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه {بكأس من معين} هو الجاري.وأخرج ابن جرير عن السدي رضي الله عنه في قوله: {بيضاء} قال: في قراءة عبد الله {صفراء}.وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {يطاف عليهم بكأس من معين} قال: الخمر {لا فيها غول} قال: ليس فيها صداع {ولا هم عنها ينزفون} قال: لا تذهب عقولهم.وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: في الخمر أربع خصال: السكر، والصداع، والقيء، والبول. فنزه الله خمر الجنة عنها {لا فيها غول} لا تغول عقولهم من السكر {ولا هم عنها ينزفون} لا يقيئون عنها كما يقيء صاحب خمر الدنيا عنها، والقيء مستكره.
|